محمد صقر الجوكر
الْمَشِارَكِات : 1183 الْنِّقَاط : 2286 السٌّمعَة : 22 الْعُمْر : 29
| موضوع: والله لا يخزيك الله أبدًا الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 4:30 am | |
| "كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". بهذه الكلمات العظيمة تثبت أم المؤمنين خديجة قلب رسول الله صلى الله عليهوسلم لما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء، حيث قال لها معبرًاعن خشيته: "لقد خشيتُ على نفسي". وكان دور المرأة والزوجة الصالحة هو تخفيف حدة الضنك التي لحقت بنبيالرحمة صلى الله عليه وسلم جراء هذه المقابلة الشديدة الصعبة مع "جبريل"،وتؤكد له عناية الله به، مدللة على خصال كريمة يتصف بها المصطفى، وسلوكياتطيبة يمارسها في مجتمعه. فهي توضح له بكل صراحة أن الله لن يخزيه لعلة واحدة، هي أنه مواظب علىجملة من العبادات الاجتماعية.. فلن يخزي الله من وصل الرحم، وصدق الحديث،وحمل الكَل، وأكرم الضيف، وأعان على نوائب الدهر! إنها تتحدث إلى زوجها كطبيبة نفوس، وكفيلسوفة فكر، وكعالمة في سنن الله ونواميسه في الخليقة.. إنها بكلماتها تلك تسبق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائعالمعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات..." [صحيح، الحاكم، عن أنس]. هذا القلب الكبير الذي يحمل كُل هذا الخير للناس لا يخزيه الله، لن يصلالحُزن إلى قلبه، ولن يصل الخوف من الناس إلى وجدانه، بل ستنعم حياته،وينعم قلبه، ويزهو ويفرح، وينجلي غبار الضنك عن رأسه. • "كلا".. لن يحزن قلبك، ما دام يحمل الخير للناس.. • "أبشر".. سيندمل الجرح، ويزول الوجع، وستمضي في طريق الحياة بهذا القلب الخيّر،يفيض منه النور إلى البشر، وتسرج به قلوبًا غلفًا، وعيونًا عميا، وآذانًاصما. • "فوالله لا يخزيك الله أبدا".. لست أنت بالوجه الذي يرده الله، ولست ولست أنت بالعبد الذي يتخلى عنه ربه،فأنت عبد أكرمت عباده، أشبعت جوعتهم، وأذهبت ظمأتهم، وكسوت عورتهم، ومسحتعلى رأس اليتيم، فكنت الأب، وعفوت عمن أساء إليك فكنت الأم: وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء لا يخزيك.. ولم ولن يخزيك الله أبدًا.. فأنعم بحياتك! • "إنك لتصل الرحم" فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك،ووتد أقاربك، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنتلكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ. • "تصدق الحديث" لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهدعليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب. • "تحمل الكَل" وهو العاجز، لا تُعينه وفقط، بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه. • "تقري الضيف" ما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا بحضرتك! أوقدتالقدور، وجهزت النمارق، وقضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًاعزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور. • "تعين على نوائب الدهر" فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه علىنائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته.. أنت الظَهر للبائسين، فأنتلجراحهم طبيب، وأنت ليتمهم أب.
والصدّيق كذلك! و"أبو بكر" تلميذه العظيم! يسير على شرعته، ويمارس صنعته، ويُبتلى، فيخرجمهاجرًا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ (برك الغماد) لقيه "ابن الدغنة" وهوسيد (القارة) فقال: "أين تريد يا أبا بكر؟" فقال أبو بكر: "أخرجني قومي،فأريد أن أسيح في الأرض، فأعبد ربي".
فقال ابن الدغنة: "فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج، ولا يُخرج مثله، إنك تكسبالمعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق،وأنا لك جار، فأرجع فاعبد ربك ببلدك.. فأصحاب هذه الصنائع الخيرية، ما كان الله ليخزيهم، وما كان ليكلهم إلىبعيد كافر، أو إلى قريب ظالم، هم أحق بالتمكين، وأولى بسعادة الدنياوالآخرة، وكان حقًّا على الله أن يسخر لهم أمثال "ابن الدغنة".. ينصرهمويؤازرهم، حتى ينعم صناع الخير في ظلال الله. فاصنع خيرًا.. يسعد قلبك، ولا يخزيك الله.
| |
|
احمد يسرى زعيم فاركو كوره
الْمَشِارَكِات : 253 الْنِّقَاط : 359 السٌّمعَة : 8 الْعُمْر : 30
| موضوع: رد: والله لا يخزيك الله أبدًا الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 5:54 am | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور | |
|
محمد صقر الجوكر
الْمَشِارَكِات : 1183 الْنِّقَاط : 2286 السٌّمعَة : 22 الْعُمْر : 29
| موضوع: رد: والله لا يخزيك الله أبدًا الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 6:38 am | |
| | |
|